نام کتاب : دور الخطاب الديني في تغيير البنية الفكرية بين الإصلاح والإفساد نویسنده : الحسني، نبيل جلد : 1 صفحه : 89
بالدين؛ والعلة في ذلك أن بعض الصحابة جلسوا على كرسي الحكم وبيدهم كانت
السلطة التشريعية والسياسية ومن بعدهم جلس التابعيون؛ ومن ثم فهم بين مقتضيات
الملك ومقتضيات الدين، ولأن الدنيا والآخرة لا يجتمعان فقد لزم الأمر تصنيع
القداسة بهذه الصفات، وإصباغها بهذه الصبغة، ومن ثم أكسبتهم هذه الصفات حصانات
متعددة، فكانت منها:
1 ــ إن خطأ أحدهم مغفور[111]، بل ومأجور
عليه فاعله[112].
2 ــ تحريم الدخول فيما شجر بينهم وما وقع منهم من الأخطاء والبغي والحديث
عنه[113].
3 ــ إن طاعتهم مبرئة للذمة ولذا: يجب العض عليهم بالنواجذ[114].
4 ــ إن الاقتداء بأي أحد منهم يجر صاحبه إلى الهداية، فهم كالنجوم، وإن
كان هذا الواحد مخالفاً للإجماع[115].
5 ــ إن الله رضي عنهم جميعاً كما رضي عن التابعين لهم[116].
[116] وهذه
الحصانة استمدت من قوله تعالى ((والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصاري والذين
اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار)) سورة
التوبة، الآية: 100. وتغافل المتأوّلون للآية المباركة عن ((من)) التبعيضية، أي
بعض المهاجرين والأنصار مع كونهم من السابقين الأولين للإسلام إلا أن كل ذلك لم
يكن دالاً على اختصاصهم بأجمعهم برضا الله تعالى ومن ثم يكون تسويقها بمفهوم رفع
القلم عنهم مخالفاً للقرآن الكريم.
نام کتاب : دور الخطاب الديني في تغيير البنية الفكرية بين الإصلاح والإفساد نویسنده : الحسني، نبيل جلد : 1 صفحه : 89