نام کتاب : دور الخطاب الديني في تغيير البنية الفكرية بين الإصلاح والإفساد نویسنده : الحسني، نبيل جلد : 1 صفحه : 46
«فلما اختار الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم دار أنبيائه وأتم عليه ما
وعده، ظهرت حسيكة النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ حامل الأقلين،
وهدر نيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه صارخاً بكم، فدعاكم وألفاكم
لدعوته مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين، ثم استهضكم فوجدكم خفافاً وأحمشكم فألفاكم غضاباً،
فوسمتم غير أبلكم، وأوردتم غير قربكم، هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما
يندمل زعمتم خوف الفتنة.
فهذا يدل على الحالة التي أصبحت عليها الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم مما دعا بكثير من أولئك الرموز إلى التحزب والتكتل فانبرى منهم من تصدى
إلى تسخير كل الطاقات من أجل إثبات السلطة وتهيئة السبل لمكوث أصحابها فضلاً عن
توظيف الإمكانات لخدمة المصالح والمنافع الشخصية والفئوية والقبلية، مما انعكس على
رواية الحديث الشريف فصيغت بصياغات متقنعة وألفاظ ذات دلالات مسخرة لثبوت الملك
والسلطنة كما ورد في صحيح مسلم.
(قال حذيفة بن اليمان: قلت يا رسول الله ــ صلى الله عليه وآله وسلم