ومن ثم فإن هذه الجريمة لابد لها من عقوبة تتناسب مع حجمها وآثارها
الكونية، مما يتطلب إرجاع الأذهان والفكر إلى الأساس الذي تبنى عليه عقيدة المسلم
وهو التوحيد.
فهؤلاء الذين خرجوا لقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانتهاك
حرمة الله والتعدي على حدوده إنما وقعوا في ذلك بفعل بناء عقيدة التوحيد الفاسدة
والتي جاء بها دعاة مشروع السقيفة الذين تركوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
مسجىً على فراشه لم يبرد بدنه بعد وهم يتصارعون في الوصول إلى كرسي السلطة والإمارة[226].
ولذا: أرادت العقيلة زينب عليها السلام بعد هذا التدرج في إصلاح البنية
الفكرية وإعطاء الأسباب الحقيقية لهذا الانحراف في المجمع المسلم أن تضع يدي
المسلم على الجرح وهو العقيدة في التوحيد ولذلك قالت:
(فلا
يستخفنكم المهل، فإنه لا يحفزه البدار، ولا يخاف عليه فوت الثار، كلا، إن ربك
بالمرصاد)[227].