وهذه الأقوال الثلاثة قريبة من المعنى اللغوي القائل بأن الخطاب: مراجعة
الكلام بين الاثنين، في حين يستفاد من سياق الآية ودلالتها بأن الخطاب بيان الحجة
والإقناع أو الغلبة في الكلام.
باء:
قال
تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}[11].
والآية المباركة اختلف في تفسيرها المفسرون وتعددت الأقوال في معنى ((فَصْلَ
الْخِطَابِ))، على النحو الآتي:
1 ــ قال مقاتل بن سليمان: (وأعطيناه فصل القضاء، البينة على المدعي
واليمين على من أنكر)[12].
2 ــ قال سفيان الثوري: (فصل الخطاب): (فصل القضاء)[13].
3 ــ وقد جمع ابن جرير الطبري مجموعة من الأقوال، فقال:
(واختلف أهل التأويل في معنى ذلك: فقال بعضهم: عني به أنه القضاء والفهم
به، قال ابن عباس: أعطيناه الفهم، وعن مجاهد: إصابة القضاء وفهمه، وعن السدي: علم
القضاء وعن ابن زيد: الخصومات التي يتخاصم