وقد ظن عمر بن سعد ــ لعنه الله ــ أنه انتصر فأرسل برأس الإمام الحسين
عليه السلام مبكراً لكي يدخل السرور على قلب عبيد الله بن زياد ــ لعنه الله ــ
وشياع الخبر في الكوفة في حين كان هذا الأمر على قساوته وفظاعته قد حقق التهيئة
النفسية والاجتماعية والإعلامية لقدوم العقيلة زينب والركب المحمدي الحسيني
يتقدمهم الإمام زين العابدين عليه السلام وبنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
بنات علي وفاطمة الصديقة سيدة نساء العالمين صلوات الله عليهم أجمعين.
بمعنى:
أن إدخال الرأس المقدس لريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى
الكوفة قد دفع بالمجتمع الكوفي إلى التهيؤ والترقب لقدوم جيش الكوفة من أرض
كربلاء؛ ومن ثم فالهدف في بادئ الأمر كان استعلام حال الجند ومعرفة ما آلت إليه
المعركة.
2 ــ إن الحالة المأساوية التي كان عليها بنات النبوة تدفع بالكثير من
الناس الواقفين للتفرج ومعرفة هوية هؤلاء القادمين إلى الكوفة، وذلك أن الكوفة
كانت قد أسست منذ البدء على أنها حاضنة عسكرية ومحطة للجند والمؤن والإمداد ولذا:
فقد ضمت عشائر عربية وأعجمية وهم الحمران والديلم.