الإمام الحسين عليه السلام معقلاً للثورات ولم تكن بعدها يوماً خالصة للسلطان.

ولكن الحركة المباركة لأمير المؤمنين عليه السلام لم تخل من غصة حيث ان بعض زعماء القبائل الذين فقدوا بعض امتيازاتهم القبلية التي كانت لهم أيام عمر وعثمان دعاهم لأن يكونوا حجر عثرة في التحرك الإصلاحي الذي قاده الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في الكوفة[68].

وكان من العوائق المهمة في وجه حركة أمير المؤمنين عليه السلام وجود معاوية الذي جعل الشام معقلاً لجميع الاتجاهات الهدامة على الأصعدة السياسية والاجتماعية والفكرية، ولذا كان نجاح عمل أمير المؤمنين عليه السلام السياسي والفكري يتوقف على القضاء على حركة معاوية، وقام عليه السلام بما تقتضيه المرحلة من التمهيد للقضاء على معاوية لكن سذاجة المعسكر الكوفي وعصيانه لأمير المؤمنين عليه السلام ضيع الفرصة.

ولما اكتشف أهل الكوفة خداع معاوية وفساده عاجلت المنية أمير المؤمنين عليه السلام على يد الخوارج وبذلك ضاعت على الأمة الإسلامية فرصة ذهبية لبناء الذات والمجتمع على كافة الأصعدة على أساس هدي القرآن والسنة المطهرة.

ج ـ بناء القاعدة بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام

وأما بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام فإن بناء القاعدة كان اشد صعوبة، وذلك لتطور الاتجاهات المعادية لأهل البيت عليهم السلام، فقبل شهادة أمير

[68] نهج البلاغة خ12، الكافي ج8 ص260ح551.