و ـ العملية التربوية بعد شهادة الإمام الرضا عليه السلام

سلك العباسيون تجاه أهل البيت عليهم السلام منذ ولاية الإمام الرضا عليه السلام العهد اتجاهاً مخالفاً لأسلافهم في التعامل مع زعماء العائلة العلوية، حيث سعى حكام الدولة العباسية لجعلهم تحت الرقابة المباشرة للأجهزة الأمنية، فالمأمون بعد شهادة الإمام الرضا عليه السلام دعا الإمام الجواد عليه السلام إلى بغداد وزوجه من ابنته ام الفضل ولم يتجاوز عمره آنذاك عشر سنوات، وما كان ذلك منه الا ليكون الإمام الجواد عليه السلام تحت المراقبة المباشرة للسلطة العباسية، وكانت أم الفضل تكنّ في داخلها العداء والبغض الشديدين للإمام الجواد عليه السلام فكانت عين السلطة في داره وشاركت المعتصم في جريمة دس السم والقضاء على الإمام الجواد عليه السلام فيما بعد.

والإمام الجواد عليه السلام أمضى حياته القصيرة المدة العظيمة العطاء في المدينة المنورة وباشر هناك التدريس وشؤون الإمامة، وفي عصره كما هو الحال منذ زمن الإمام الصادق عليه السلام تهيئة الوكلاء ورواة الحديث وتأهيلهم لتلبية حاجات مناطقهم خاصة وان الشيعة كانوا يعيشون في مناطق مختلفة من بقاع الأرض وكانت أهم مراكزهم في ذلك الوقت الكوفة وبغداد وقم.

وفي عصر الإمامين العسكريين عليهما السلام أصبح الضغط العباسي أكثر شدة وقسوة، ففي عصر المتوكل العباسي رُحِّل الإمام الهادي من المدينة إلى سامراء ليكون تحت المراقبة والمتابعة الدقيقة من قبل أجهزة الدولة الأمنية،