الحدث الثاني: وكان قبل وفاة رسول الله بأربعة أيام!

رزية يوم الخميس!! حدثت هذه المصيبة العظيمة قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأربعة أيام؛ وقد حضر عنده بعض الصحابة وهو بأبي وأمي في فراش المرض.

فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فرد أحد الحاضرين على طلبه: «إن رسول الله يهجر»[86]؟!

فطردهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حضرته قائلاً: «قوموا عني»[87].

وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنه يذكرها ويبكي حتى تبل دموعه الحصى[88].

ولذا لم يرَ حدث أعظم من أن يوصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالهجر!! والوحي لم ينقطع بعد!!

وعليه:

كيف لا يكون ذلك مدعاة للاجتماع في السقيفة.. فتسير إليها الأنصار سراعاً؟!

الحدث الثالث: وكان قبل وفاته صلى الله عليه وآله وسلم بيومين؟

بعد أن سمع النبي الأعظم من بعض الحاضرين هذه الكلمة وهو في فراش المرض! وفي الساعات الأخيرة له معهم؛ عزم على تعجيل خروجهم والتحاقهم ببعث أسامة.

ولذلك صدرت من حضرته الرحمانية علائم الغضب - نعوذ بالله ونستجير به من

[85] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الجهاد والسير، بـاب: جوائز الوفد، ج2 ص118.

[86] في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرض، ص5 ج4 من صحيح البخاري.

[87] صحيح البخاري: كتاب الجزية، باب: إخراج اليهود: ج4 ص65-66 أفست دار الفكر.