المبحث الثالث

ماذا حدث في اليوم الثاني لوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو لم يدفن بعد؟!

بعد أن تمت البيعة لأبي بكر في يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عزم هو وعمر بن الخطاب في اليوم الثاني للوفاة - وهو يوم الثلاثاء - على أخذ البيعة العامة من الناس، وكونها عامة فهذا يتطلب أن تجري في المسجد النبوي.

فكيف كان مجيء الناس إلى المسجد وهم قد فجعوا بوفاة رسول الله؟!.. وكيف تطيب لهم نفساً بالقدوم للبيعة، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يوارَ الثرى؟! ولم يُصلِّ عليه بعد؟؟! ولقد كان الناس خلال هذين اليومين إذا سمعوا بلالاً يؤذن ينتحبون عند قوله:

«أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»[52].

فما الذي حدث؟ وكيف أخذت البيعة لأبي بكر من الناس.. والناس هذه حالهم؟!

فلنرَ هذه الصورة من خلال لسان البرّاء بن عازب، وزائدة بن قدامة.

[51] الطبقات الكبرى لابن سعد: ج3 ص237 ط دار صادر بيروت.