فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

ما شأنك؟

فقلت: أشتكي رأسي.

فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

أنا وارأساه.

ثم مضى فلم يلبث إلا يسيراً حتى جيء به محمولاً في كساء فأدخل بيتي، فأرسل إلى نسائه فاجتمعن عنده، فقال: إني أشتكي ولا أستطيع أن أدور بيوتكن فإن شئتنَّ أذنتنَّ لي فكنت في بيت عائشة، فأذن له، فكنت أنا أوصبه ولم أوصب مريضاً قط قبله»[426].

3 . رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدور على نسائه حتى استقر به وهو في بيت ميمونة، فعرف نساء رسول الله أنه يحب أن يكون في بيتي، فقلنَ يا رسول الله يومنا الذي يصيبنا لأختنا يعني عائشة[427].

ثانياً: بحث الروايات السابقة

هذه الروايات الثلاث، التي تحدثت من خلالها عائشة عن الكيفية التي انتقل بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيتها في أيامه الأخيرة، قد بدا فيها التعارض
واضحاً، بحيث كانت الكيفية في انتقاله إلى بيت عائشة مختلفة كلياً!! كما أن استئذانه من نسائه، قد بدا مختلفاً أيضاً.

[424] الطبقات لابن سعد: ج2 ص233 ط دار صادر.

[425] كتاب الوفاة للنسائي: ص26 ط مكتبة التراث الإسلامي بالقاهرة، الثقات للبستي: ج2 ص159 ط دار الفكر، الطبقات لابن سعد: ج2 ص159.