والمآثر ما يمكنهم من جمع الناس حولهم، وانقيادهم إليهم وبذلك ينقطع الطريق على علي بن أبي طالب عليه السلام وأبنائه الأئمة المعصومين عليهم السلام فلا يقوم لهم قائمة تمكنهم من جمع الأمة إليهم.

فكان من بين تلك الأساليب إحداث القبر الرمزي في بيت عائشة ليكون إلى جنبه قبر أبي بكر وعمر لينشأ الناس على هذا المعتقد بما لهذا البيت ومن فيه من الفضل والشأنية التي تستدفع ما لأهل البيت عليهم السلام من الفضل والشأنية والمنزلة عند الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

ولكن:

(...ويَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرين‌)[353].

فهذا المدعى قد أظهر الله زيفه كما سيمر من خلال بقية المسائل في هذا المبحث.

المسألة الثانية: الاختلاف في صفة القبور على سبع كيفيات

وإن طال الزمان على طمس الحقائق لكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، فهذا القبر النبوي الرمزي المختلق الذي تفاجأ به الناس ــ على رغم علمهم بأن الذي كان عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو علي بن أبي طالب عليه السلام ــ كما مر بيانه في الفصل الأول ــ وأن كثيراً من الصحابة كانوا في السقيفة؛ وأن الذي تولى تجهيزه ودفنه هو علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم تأتي عائشة فتدعي أن النبي مدفون في بيتها، فيتفاجأ الناس بين مدعاها وعدم علمها بدفنه وهم ينظرون إلى أن القبر في الحجرة النبوية، وليتفاجأوا بأنها المالك لهذه الحجرة، فاحتاروا أين يكون قبر نبيهم، أهو في حجرته الخاصة داخل المسجد حيث كان علي بن أبي طالب عليه السلام بقربه واضعاً رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صدره، أم هو في بيت عائشة

[351] سورة الأنفال، الآية: 30.