أخرج ابن سعد، عن ابن عسيم، قال: «لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: كيف نصلي عليه؟

قالوا: ادخلوا من هذا الباب أرسالاً أرسالاً، فصلوا عليه واخرجوا من الباب الآخر[311]!!!

إذن: حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخاصة به كان لها بابان وكلاهما في المسجد بينما حجرة عائشة كان لها باب واحد وإلى جهة الشام أي الشمال.

سادساً: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يستخدم حجرته الخاصة للاعتكاف

ومما أفادته الروايات أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعتكف في المسجد وفي هذه الحجرة الشريفة.

فقد روى النسائي، عن عائشة قولها: «يأتيني وهو معتكف في المسجد فيتكئ على عتبة باب حجرتي فاغسل رأسه وأنا في حجرتي وسائره في المسجد»[312].

وهذا الحال يقتضي أن يكون في هذه الحجرة التي كان من بين أسباب بنائها الخلوة، والاعتكاف.

وإن إحدى بابيها كان عند باب حجرة عائشة، والباب الثانية للحجرة الشريفة كان إلى الغرب، وإليها يحمل ما ورد في الصحيح: من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كشف سجف الباب في مرضه وأبو بكر يؤم الناس[313].

ومما يدل عليه:

ما روي عن زيد بن ثابت الأنصاري، قال: اتخذ رسول الله صلى الله عليه وآله

[309] الطبقات الكبرى: ج2 ص289، وفاء الوفا: ج2 ص299.

[310] تحقيق النصرة للمراغي: ص81 ط المكتبة العلمية بالمدينة.

[311] تاريخ ابن زرعة الدمشقي: ج1 ص152.