(وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى‌ بَعْضِ أَزْواجِهِ حَديثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَ أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَليمُ الْخَبيرُ ) [281].

وقد هدد الباري تعالى - كلاً من - حفصة وعائشة بعد هذا الإثم؛ أن لم تتوبا وتنتهيا - عن إيذاء رسول الله والتظاهر عليه -. فقال عز وجل:

(إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْريلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهير) [282] [283].

المسألة الثالثة: موقع حجرة فاطمة عليها السلام من حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحجرة عائشة

أولاً: إن بيت فاطمة عليها السلام كان بجانب بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

أشارت المصادر إلى أن بيت فاطمة عليها السلام كان بجانب بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن يسار المصلى إلى الكعبة، أي: في الضلع الشرقي من المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام من الليل إلى المخرج اطلع منه يعلم خبرهم. وكان يأتي بابها في كل صباح فيأخذ بعضادتيه ويقول:

الصلاة الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا[284].

[279] سورة التحريم، آية: 3.

[280] سورة التحريم، آية: 4.

[281] الدر الثمين للشنقيطي: ص28-29 ط دار القبلة، وراجع الحادثة في: صحيح البخاري: ج3 ص1759 حديث4628، لسان العرب لابن منظور: ج9 ص159، مادة (عرفط).

[282] الطبقات الكبرى لابن سعد: ج2 ص69، وفاء الوفا للسمهودي: مج1 ص466 العمارة الإسلامية على مر العصور للدكتورة سعاد ماهر: ص106-107 ط دار البيان العربي، أخبار مدينة الرسول لابن النجار: ص91.