وأما الناس الذين شغلوا عنه بشأن الأنصار! كما قال ابن سعد، فهل في المدينة غير المهاجرين والأنصار؟!

إذن: الناس الذين شغلوا بشأن الأنصار عن غسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودفنه هم المهاجرون وأما الأنصار فقد شغلوا عنه بالبيعة لسعد بن عبادة؛ وما تبعها من أحداث شغلت الفريقين في السقيفة.

المسألة الأولى: فمن كان آخر العهد به حين وفاته صلى الله عليه وآله؟!

أولاً: ما أخرجه ابن سعد عن الإمام علي عليه السلام في اللحظات الأخيرة لوفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

أخرج ابن سعد بالإسناد إلى علي عليه السلام قال:

«قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في مرضه: ادعوا لي أخي، فأتيته.

فقال: ادن مني. فدنوت منه، فاستند إلي فلم يزل مستنداً، وإنه ليكلمني حتى إن بعض ريقه ليصيبني، ثم نزل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»[239].

ثانياً: ابن عباس ينفي أن تكون عائشة حاضرة عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

قيل لابن عباس رضي الله عنه: «أرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توفي ورأسه في حجر أحد؟

قال: نعم، توفي وإنه لمستند إلى صدر علي عليه السلام.

فقيل له: إن عروة يحدث عن عائشة أنها قالت: «توفي بين سحري ونحري»؟!

[237] الطبقات الكبرى: القسم الثاني من الجزء الثاني، باب: توفي رسول الله وهو في حجر علي، كنز العمال: برقم1107 ص55 ج4.