ولا نعلم.. هل نص الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم على امامة ابي بكر للمسلمين؟!

أم أن الصحابة قد عدلوا عن إمامة سيد الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم؟!

إذن:

لا يمكن الاعتقاد بهذه الأقوال؛ وهي تصف النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة بهذه الحالات.

كما لا يمكن التسليم لهذه الروايات لمجرد أن سند بعضها صحيح وهي تحمل كل هذه الانتهاكات، وهذا التضارب.

ولذا: لابد من معرفة حقيقة خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد، والعلة التي دفعته لذلك.

أولاً: الكيفية التي خرج بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تدل على إبطاله لإمامة أبي بكر

أما خروجه صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد فكان بهذه الصفة التي وصفتها عائشة، فقالت: «خرج يهادي بين رجلين أحدهما الفضل بن العباس وقدماه تخطان الأرض»[217]، حتى دخل المسجد وكان عاصباً رأسه[218].

وقد سُئل عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن الرجل الآخر الذي كان يستند إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأجاب: هو علي، إن عائشة لا تطيب له

[215] صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب: إنما جعل الإمام ليؤتم به برقم655، أنساب الأشراف للبلاذري: ج1 ص146، الطبقات لابن سعد: ج2 ص218 ط دار صادر، تاريخ الطبري: ج2 ص231 ط دار الكتب العلمية.

[216] السيرة النبوية لابن هشام: ج6 ص71 ط دار الجيل.