المسألة الثانية: أبأبي بكر ائتمّ المسلمون أم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم وفاته؟!

هذا السؤال.. ينبغي بكل مسلم أن يطرحه على نفسه وهو ينظر إلى هذه الأحاديث لأن الذين عمدوا إلى تزييف الحقائق وتبديل كلمات الله، قد أوقعوا أنفسهم في التيه الذي لا مخرج منه، بل لتجدنهم لم يستحوا من الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا من الإنسانية، لجعلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الحالات الثلاث:

أما الحالة الأولى: أن أبابكر امام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

فقد جعلوا أبا بكر إماماً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو سيد الأنبياء والمرسلين وخاتمهم في أهم ركن من الدين وهو الصلاة، أي: أصبح أبو بكر إماماً للنبوة والرسالة!! والعياذ بالله.

أما الحالة الثانية: إن أبا بكر شريك في النبوة؟

فقد جعلوا أبا بكر شريكاً في النبوة عندما صلى بجنبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكانا إمامين للمسلمين في آن واحد؟! ولا أدري بأي الشريكين كان يأتم الناس؟!

وأما الحالة الثالثة: إن أبابكر مساوٍ لشخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مقام الإمامة بالمسلمين

فقد جعلوا أبا بكر مساوياً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الإمامة - والعياذ بالله - لقولهم: إن المسلمين كانوا يأتمون بأبي بكر وأبو بكر يأتم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[216].

[214] صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب: من قام إلى جنبه الإمام لعلة، برقم 651، ج1 ص241 ط دار ابن كثير باليمامة.