responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 52

سادسا: قدرة الشاعر الحسيني على إيقاف التلوين الشعوري

أي التداعي، والاكتفاء من الصور الحسية بما يسهم في تعزيز المعنى ولا يدع الحبل على غاربه للمدى البياني الذي هو "عمق البيان واتساعه في بنية النص بما يحمله من دلالات متحققة عبر اساليب البيان المختلفة وايحاء الصورة [84]"، ولا يسمح له ان يستمر بانتاج الصور الحسية داخل نسيج النص.وبذلك قد أسهمت الصورة الحسية إلى حد ما في لمّ الوحدة الموضوعية للنص الحسيني، فكانت ظاهرة تناسل الصورالحسية متحققةً بسبب انفعال الشاعر الوجداني، وتدفق الوجدان اليقيني حين يمرّ الشاعر على مشاهد واقعة الطف فكريا، ويطوف خياله في أروقتها وجدانيا. تأمل قول الشاعر[85]:

كيف العزاء وجثمان الحسين على الـ *** ـرمضاء عارٍ جريح بالثرى تربُ

فقد ركز الشاعر على جسد الحسين الشريف وهو ملقى على الرمضاء، فكانت هذه الصورة الحسية الأولى، ثم ذهب به التداعي أو ما يسمى بالتلوين الشعوري إلى الرأس وهو معلق بيد ميالٍ يطوف به فيقول:

والرأس في رأس ميالٍ يطاف به *** ويقرع السن شامت طربُ

فانتقلت الصورة الثالثة الى ذهن الشاعر مبينة الشامت الطرب وهو ينكث ثنايا الحسين (عليه السلام) بالمسطرة، واستمر التداعي بحسب استذكار الشاعر للمواقف:

فـليت عـين رسـول الله نـاظرة *** ماذا جرى بعده في معشر نكبوا

كم بعده من خطوب بعدها خطب *** لو كان شاهدها لم تكثر الخطب

وعند التامل في التداعي الذي يحصل عند الشعراء حول قضية الحسين (عليه السلام), نجد الشاعر الحسيني مثلما يلم بشتات الماضي, فانه قادر على جمع تلك


[84] أثر البواعث في تكوين الدلالة، د.صباح عنوز/34.

[85] ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم: 52

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست