responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 51

قف في ربى الطف وانشد رسم من با نوا *** فأنها في جبين الدهر عنوان

فقد جاء بصور حسية ابداعية تبين مكانة اهل البيت عليهم السلام فهم الوية واعلام في النهار، واحبار ورهبان في الليل وذلك دليل على عبادتهم وتقواهم، او هم الاوتاد المقدسة في الارض وهم نجوم السماء وعنوان الخلود، كما في هذين البيتين:

ان لاح صبح.. فأبرار وألوية *** او جن ليل..فأحبار ورهبان

كانوا على الارض اوتادا مقدسة *** فهل سألت سماء الخلد ما كانوا

ويتالق السيد حيدر الحلي حين يكتب عن الحسين عليه السلام، اذ امتازت صوره الحسية بعدول خاص به لم يسبقه اليه شاعر، فهو يصور المشهد الحسيني بانزياحات دلالية تحرص على اعطاء الصورة والصوت مكانة مصحوبة بالشجن فضلاعن التاثير في المتلقي.

كما في قوله[83]:

كم لكم من صبية ما أبدلت *** ثم َمن حاضنةٍ الا رمالا

سل بحجر الحرب ماذا وضعت *** فثديّ الحرب قد كُن نصالا

رضعت من دمها الموت فيا *** لرضاع عاد بالرغم فصالا

فالصور الحسية هنا اصبحت لسان الغرض الشعري، فاومأت ودلت على هول تلك الحرب ومصائبها، فانتقل الشاعر الى التشخيص كي يتعرف السامع من الحرب نفسها كم كانت عنيفة، فجواب ذلك ان ثدي ّ الحرب قد كن النّصال، اما الراضع فكانت حصته من الدم الموت، ثم ان هذه الرضاعة اصبحت فصالا بالقوة، وهنا المفارقة، ففي وجود الرضاع يتحقق الموت، فابدع الشاعر في ذلك.


[83] ديوان سيد حيدر الحلي:1/103.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست