responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 48

وواضحا هنا ان انفعال الشاعر قد ارتفع الى اعلى طاقاته فبدأ يميل الى المباشرة بعد الحسية التي رسمت صوره، وهذا هو ديدن الانزياح السكوني عند الشعراء، فهو نتاج الانفعال ومن ثم التعويل على صور الموروث الجمعي التي توافقت عليها الناس في توضيح احوال الكلام، فالشعراء يتجهون الى العدول المتعارف عليه عند الناس متى اشتد الانفعال، وكانوا ميالين الى ايصال أغرضهم مباشرة.

لكننا نجد الشاعر نفسه في كثير من الاحيان يعتمد الانزياح السياقي هذا الانزياح الذي يعتمد على اداء ابداعي ورؤية مبتكرة وصور حسية تكون خاصة بالشاعر كما في قوله[77]:

أفض في يدي من كل قافيةٍ بحرا *** لعل بحور الشعر تلهمني شعرا

ورد الى عيني رؤاها فأنها *** بحبك لازالت مغيبة سكرا

وفك يدي من اسرها فيك ساعة *** فما رغبت الا على يدك الاسرى

ولم تر انذا منك للحب منبتا *** ولم تلق وجدا من ضرامه أضرى

لانك ملء الروح تهتز كالرؤى *** اذا جنحت يوما تعود بها دهرا

(امير بيوت الوحي) لست مغاليا *** ولاناطقا صحوا ولا قائلا هجرا

حملت بكف (ذو الفقار) مجليا *** بها كربا محمومة الملتقى نكرا

وفي يديك الاخرى بلاغا ومصحفا *** به شارحا من كل ذي عنت صدرا

لقد كان الابداع الخاص واضحا اظهرته الصور الحسية التي ارتقت الى مستوى المشاهدة تارة والحركة تارة اخرى، فظهرت العلاقة بين اختيار الصورة الحسية وفكرة الشاعر من جانب، وبين نسق الصورة ورغبة الشاعر في تقديم الاشياء محسوسة شعرا من جانب آخر، لتوفير وظيفة اقناعية للمتلقي، فكان ترابط


[77] ديوان جابر الجابري: 247ـ249.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست