responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 47

بينما تخلّف الانزياح السكوني الذي يوحي إلى اعتماد الشاعر على صور تعارف عليها الوعي الجمعي، فالصورة الحسية في الشعر الحسيني اعطت الشعراء مناخا كافيا للابداع تباروا في فضاءاته ووسموا تجاربهم الشعريه بقدراتهم اللغوية والفنية اذ انفردوا بصياغات اسلوبية ادت في نهاية الامر الى ولادة صور حسية خاصة بهم، لان حاجة النص الى السياق تظهرها خصوصية الشاعر, حين تقدح اول بؤرة بيانية يرتضيها صورة حاملة لافكاره، ومنطوية في سياق تركيبي ذي كلمات استوعبت احاسيسه فنجد مثلا قول الشاعر وهو يعتمد الصورة الحسية على وفق الانزياح السكوني في قوله[76]:

حنانيك سيدتي زينب *** حنانيك فالجرح مستعذب

حنانيك ان الطريق طويل *** اليك ومسلكه أصعب

قطعنا الظلام فما اشرقت *** بافاقنا نجمة، كوكب

فالشاعر اعتمد صورا حسية كان العدول فيها مألوفا، فاستعذاب الجرح وطول الطريق والمسلك الصعب لكنّه قطع الظلام، وصرّح بعدم اشراقة النجمة او الكوكب، كل هذه الصور الحسية مألوفة وكان الانزياح فيها سياقيا، نهل الشاعر من نهر الوعي الجمعي، فضمن نصه تلك الصور التي تحدثت بأسلوب الكناية عبر التعريض عن حال الشاعر، وهو يرجو حنان سيدتنا زينب (عليها السلام)، لتكون شفيعة له عند الله سبحانه كي يتخلص من ذلك التعب وتلك الهموم التي صرح بها في نهاية الامر، ومنها صعوبة المسلك للوصول اليها لانه يقول:

حنانيك ان الطريق طويل *** إليك ومسلكه أصعب

ولكنه يعول على زيارته اليها قائلا:

ولكن رأيت الرحيل كريما *** إليك وذلك ما ارغب


[76] ديوان جابر الجابري: 28.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست