responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 46

فالشاعر تذكر واقعة الطف وقارن ذلك التخاذل الذي اودى بحياة الحسين واله (عليهم السلام)، غير انه عمل مقارنة بين واقع مظلم أراده الجهلة الطغاة وبين واقع نقي منيرٍ اراده الحسين (عليه السلام) فكان مضاء في كل خطوة بقنديل، وظلت الصورة الحسية ترسم ذلك التأويل والتداعي لدى الشاعر الذي ظهر بنتيجة مفادها ان شر الخطوب فقدان الامة للداعي المصلح، وفوق ذلك يعيش شعبا جهول لا يعبأ لحاضره، وهي مقارنة جميلة هيأتها الصورة الحسية نفذ الشاعر من خلالها الى نقد واقعه بمرارة، فالصورة الحسية رسمتها الكناية بوصفها اداء بيانيا؛لان الاخير " هو مُسْتَوْعَبُ المعنى المرسل الى المتلقي ولكن هذا المُسْتَوْعَب تختلف سماته وقوة تأثيره في السامع بأختلاف ثقافة المنشئ وقوة ابداعه ودربة فكره ومران ممارسته[74]"، ولهذا فان الشاعر الذي يمتاز بهذه الخصيصة هو الذي امتلك ثقافة وقدرة على ربط دلالات القول ولا سيما دلالتي التضمن والالتزام، ليومىء ويعرض ويلوح عن غاية في ازاء قضية ما، لا يريد التصريح عنها، وهذا ما وجدناه في القصائد الحسينية التي قيلت في عصر الطواغيت.

خامسا: كثرة الانزياح السياقي وتخلف الانزياح السكوني

وهذه الأمور قادتهم إلى الابداع؛ لأن الانزياح السياقي رهن بقدرة الابداع الخاص بالاعتماد على الاساليب البيانية والبلاغية، لذا كثر التحول والانتقال الدلالي داخل الصورة المركزية وهو مصطلح نعني به: " المقاطع المستقلة الدالة على وحدة معنوية بغض النظر عن عدد الصور البلاغية والرمزية الموجودة فيها[75]

وهنا تأتي الصورة الحسية مبينةً على وفق أداء خاص بالشاعر، تُسهم ثقافته وموهبته معاً في انتاجها.


[74] الاداء البياني بين التأويل وتفسير النص القرآني: 90.

[75] البنيات الدالة في شعر امل دنقل /360.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست