responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 42

وفي السلم الابداعي للقصيدة الحسينية اصبح التناسب بين الايقاع والمعنى معيارا للحكم على رقي تجربة الشاعر، فكلما وازن الشاعر بين الايقاع والمعنى فذلك الامر دليل الموهبة في هذا الفن لأن للايقاع المنبثق من الروح سطوة الثاثير في المتلقي، مثلما للمعنى الجميل تلك القوة التاثيرية، فهناك تناسب بين مواقع المعاني في النفوس والابانة عن انماط الاوزان والاشارة الى كيفيات مباني الكلام وما يليق بكل وزن من الاعتراض وكيفية بناء الكلام على القوافي[65]، فثمة علاقة وطيدة بين اختيار الشكل والمضمون الذي يرتضيه الشاعر طريقا موصلا لدلالته، وما الشكل الا الصورة؛ لان "الكلام الفني ولاسيما الشعري كلام مصوغ على اساس صوتي، ولايكتسب تأثيره الا بتنوع صور الاداء، ومن هذه الصور الاستعمال الامثل للايقاع، ذلك يعني استغلال قيم الالفاظ الصوتية مضافا اليها حسن التصرف في بناء الجمل فضلا عن بنائها العروضي[66]، "فعملية اختيار الاداء البياني الذي هو المهاد الذي تتأسس عليه الصورة والتنسيق بأختيار البحر يسهمان في تكوين دفقة شعورية تلجىء الشاعر الى التحكم في التنغيم[67]".

وعلى وفق ذلك تكون العلاقة وطيدة بين الايقاع المنتخب والصورة الحسية الحاملة له، لان كليهما ينبعان من الوجدان اليقيني ويؤسسان لوحدة متكاملة بين اختيار الايقاع واختيار الصورة الحسية وصولا الى منح قصدية النص الشعري هويته، وقد كان للمنبر الحسيني دوره الفاعل في مد جسور العلاقة بين الصورة الحسية والصوت، فالخطيب من جهة يعول على انتقاء الصور الحسية التي تتناغم مع عواطف السامع


[65] ظ: منهاج البلغاء وسراج الادباء 263

[66] اثر البواعث في تكوين الدلالة البيانية، د- صباح عباس عنوز: 220.

[67] المصدر نفسه: 225

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست