responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 43

لايصالها اليه والتفاعل معها، ومن جهة اخرى فانه يختار بحرا شعريا قادرا على ايصال لواعجه هو الاخر الى المتلقي، كي يؤثر فيه فيكون الاختيار مقصودا,لذلك تظهر العلاقة وطيدة بين الصورة المنتقاة والصوت الذي يمده الخطيب سيما اذا كان الامر يتعلق بالاوزان التي تختار لاستيعاب الحزن؛ لان " من اتبع اعاريض كلام الشعراء في جميع الاعاريض وجد الكلام الواقع فيها تختلف انماطه بحسب اختلاف مجاريها من الاوزان[68] "، فهناك علاقة وطيدة بين الباعث الصوتي والصورة الحسية الحسينية؛ فاذا كانت هناك " مطابقة خفية بين الصوت والمعنى[69] "، فان القصيدة الحسينية مثلما تؤثر في اثارة حواس السامع بالصورة الحسية، فانها تشده اليها على وفق اختيار شاعرها للتنغيم لحزين الذي يفرض هيمنة الصوت الممتلئ بظاهرة الشجن في هذا النوع من الشعر، فتتقوى بذلك دلالة الكلام تأملْ قول الشاعر[70]:

مهج بنيران الفراق تذوب *** فيجود فيها للجفون سحاب

أي والصبابة انها هي مهجة *** ذابت عشية ودع الاحباب

ووقفت في الاطلال وقفة ناشد *** ذاب الجماد لها وشاب غراب

دِمَنٌ كستها الذاريات ملابسا *** ولهنَّ من حلل البلا جلباب

قد اخرستها النائبات فما لها *** الا بألسنةِ الرماح خطاب

اعتمد الشاعر على الكامل المقطوع فهيأ له ذلك مد الصوت؛ لان للقافية دورا مهما في ايصال الاثر الايقاعي الى السامع، فضلا عن ان علاقتها تكون متوافقة بين حال المنشئ النفسية والموضوع، واصبحت مقياسا للاهتمام بالشعر، اذ تسهم في اظهار الدفقة


[68] منهاج البلغاء، 268.

[69] دور الكلمة في اللغة، 81.

[70] ديوان السيد موسى الطالقاني، 48.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست