responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 41

وهكذاتاتي البحور الاخرى لتقدم الصورة الحسية والصوت المؤثر معا، لاسيما البحرالمنتهي بروي يسبقه لين كما في قول الشاعر من الكامل[60]:

صمتاً ندبتك والشعور رسولُ *** هذي المواجع ألسِنٌ ونصولُ

عباسها نهر العطاشى جاريا *** قيمَ المواقفِ ما تجددّ جيلُ

ذرني يخضبني هواك تعفّفاً *** ذَرْني أبيح مواجعي وأقولُ

بدأت الصورة الحسية مركزة على الصمت ولكنه أي صمت؟ انه الصمت الناطق الذي يجري مجرى الصخب في كيان الشاعر، فثمة علاقة بين صمته الذي بدأ به نصه والقول الذي ختم به نصه، لقد تغلغل الايقاع مع الصورة وأصبح الصدى نغمة ذات تأثير في المتلقي، وكانت صورتها الحسية كامنة فيها؛ لان "الكلمة تحاكي في ايقاعها معناها كما يحاكي الهديل صوت الحمامة والخرير صوت الماء[61]" ليساعد ذلك على إضفاء وقع موسيقي خاص للنص، ومن ثم جذب انتباه المتلقي, فحصلت مواءمة بين البحر الذي ركبه الشاعر والمضمون، فنتج عن ذلك وقع موسيقي حملته الصورة الحسية السمعية؛ لان الصورة السمعية تعتمد على ادراك الاصوات وتصورها وما تفعله في النفس فضلا عن الايقاع[62]، وقد ادى المنبر الحسيني دورا مهمافي ذلك من خلال الاستهلال عند تقديم المراثي الحسينية، فأصبح الشاعر يعول كثيرا على البحور التي تمنح النفس إطالةً في مد الصوت مع استيعاب ظاهرة الشجن، فهناك علاقة خفية بين الصوت والمعنى[63]؛ لان الصوت صدى للمعنى[64].


[60] ديوان عندما تتمتم عيون المغفرة: 4 4.

[61] فن الشعر، هوراس: 24

[62] ظ: مبادىء النقد الادبي، ريتشاردز: 17.

[63] ظ:دور الكلمة في اللغة:81.

[64] ظ:نظرية البنائية:393.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست