responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 39

الواقع او عدم الرضا الناتج من وحدة الصراع ــ حيث يعيش الشاعر ــ يحتم عليه سحب الواقع الى قصيدته، لتكون مرأة عاكسة لمزايا ذلك المجتمع ولاسيما السلبية منها؛ لان الشاعر" لايكاد يطيق اهون التعب، بل يضجر من أقل مس اصابته به ظروف الطقس او ظروف المكان[55]", وبذلك كانت القصيدة الحسية الحسينية انعكاسا موضحا للواقع المعيش، هذا الامر حقق تلاحما بين ذات الشاعر والنص من جهة والمقارنة بين واقعه والقيم الحسينية النبيلة التي ثار من اجلها الحسين (عليه السلام) من جهة اخرى، فرصدت القصائد الواقع معرية اياه بسبب الظلم والباطل والشر بانواعه واتجاهاته في كل زمان ومكان, فأضحت الصورة على اشكال تحمل سمات معينة، وتؤدى بطرق متمايزة الاثر بحسب رغبة القائل، فينهض بوساتطها الخطاب في تعبيره، وهو يؤدي رسم الافكار والمشاعر بالمعاني التي جعلتها الصورة ضمن اطارها، اذ تتجلى حقيقة الصورة من خلال طرفيها الاطار والمادة[56].

فتصبح الصورة الحسية حينئذ صوتا ومرأة للمسكوت عنه في ذلك الواقع، وقد وجدنا شعرا حسينيا كثيرا عج بهذه الرؤيا: قال الشاعر[57]

آه يازينب: الحوادث بعدي *** همك الهم والتوجس أخفى

حسبنا الله: اننا نتساوى *** في هواه الحتمي، قتلا...وعسفا

في غد تشهدين رأسي في الرمح *** يباريك في الضعائن.. عطفا

قد تمادت امارة الزيف في الناس *** وهيهات ان نهادن زيفا

واستدار الظلام والنحر يعدو *** في ذراه ويمتطي البرق سيفا


[55] ثقافة الناقد الادبي، د.محمد النويهي/ 74

[56] الصورة الفنية في المثل القراني د. محمد حسين علي الصغير: /37.

[57] ديوان جميل حيدر، المكتبة الادبية المختصة: 254

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست