responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 169

وكانت محاولة مسلم لإيصال الخبر للإمام كي يتدارك الأمر ويتّخذ الموقف المناسب، فيها استماتة واضحة، إذ التجأ ــ لعدم توفّر المعاضد والنصير ــ إلى تكليف رجلين هما من قادة الجيش الأموي للقيام بهذه المهمّة.

ولكن، هل وَثِقَ مسلمٌ حقّاً بقيام هذين بهذه المهمّة فيوكل إليهما هذا الأمر العظيم؟

والجواب يتّضح من خلال التأمّل ممّا قدّمناه.

إذ لم يكن لمسلم خيار، وما من أحدٍ يثق به الوثاقة المطلوبة كي يكلّفه فقد احتوشه الذئاب من كلّ مكان وقطعوا كلّ صلةٍ بينه وبين كلَ من له عُلقة ولاءٍ بمسلم فأنّى له بمن يُرسله إلى الإمام.

ثمّ إنّ هذين ــ عمر بن سعد ومحمد بن الأشعث ــ لم يكونا في تلك الآونة، عدوّين لمسلم تلك العداوة المطلقة التي يحدّث عنها التأريخ في ابن زياد وفي شمر بن ذي الجوشن، نجد مثلاً أنّ عمر بن سعد حاول التنصّل من الخروج لحرب الإمام حينما كلّفه بهذا ابن زياد غير أنّ الأخير خدعه بولاية الريّ وجرجان إن حارب الإمام وأنهى له هذه القضية بما تُريده الفئة الحاكمة الفاسدة فوقع في الفخّ وتمكّن منه الشيطان إذ أتاه من نقطة ضعفِه.

ثمّ لم يزل ابن سعد يحاول الوصول إلى حلّ وسط في كربلاء مع الإمام وقارب الأمر هذا، إلاّ أنّ ابن زياد ــ بتحريض شمر ــ قطع عليه محاولاته وألجأه إلى اعتقال الإمام باستسلام تامّ أو قتاله وقتله، وعند هذه النقطة من الأحداث انقطعت العُلقة تماماً بين ابن سعد وبين الطرف الآخر ــ طرف الإمام وصحبه ــ

نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست