responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 168

إذ كلّف اثنين من قادة الجيش الأموي بإيصال الخبر إلى الإمام عليه السلام، أحدهما: محمد بن الأشعث بن قيس، قائد الجيش الأموي الذي اعتقله، والذي بذل الأمان له.

وثانيهما: عمر بن سعد بن أبي وقّاص قائد جيش الكفر الذي حارب ابن رسول الله وذبحه وقتل خيرة الهاشميّين والمؤمنين، وسبى نساء النبيّ وعائلته وصغار أولاده.

ومن هذا الاختيار نعلم ظروف مسلم رضي الله عنه ومستوى الأناس المحيطين به في تلك الساعات الأخيرة من حياته المقدّسة، وشدّة إصراره على إيصال الخبر بكلّ طريق ممكن إلى الإمام القائد صلوات الله عليه.

وهنا أمران نؤكّد عليهما:

الأمر الأوّل: الإيثار ونكران الذات من مسلم تجاه إمامه وقائده خليفة رسول الله وحامل رايته الحسين بن علي عليهما السلام، وهذا ظاهر في طول مسيرة مسلم.

إلاّ أنّ دلالته هنا وعبرته أعظم لأنّ الخطر الفعلي محدِقٌ به ومع ذلك لم يأبه لنفسه، ومسلم في سلوكه هذا يمثّل الطرف الآخر في الوجود الإنساني والطرف الأوّل يتمثّل في غالبية الناس من التفكير في أنفسهم أوّلاً والتأمّل في حسابات الربح والخسارة الآنيّة قبل الإقدام على عملٍ ما.

الأمر الثاني: محاولة مسلم تدارك ما قام بإبلاغه للإمام في رسالته السابقة، من توفّر الأوضاع الملائمة للثورة ضدّ الأمويين، والتزام أهل الكوفة بنصرة الإمام عليه السلام عبر العقود والوعود التي قطعوها على أنفسهم لمسلم.

نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست