نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد جلد : 1 صفحه : 170
فهو إلى ما قبل المعركة بأيّام كان قابلاً لانتهاج خط أبي هريرة وخط أبيه
سعد بن أبي وقّاص وهو خط الصعود إلى الجبل أو خط الحياد كما هو مصطلح هذا الزمان.
وأمّا محمّد بن
الأشعث فهو وإن كان من خط الكيان الحاكم إلاّ أنّه كان يمكن تكليفه بمهمّة من هذا
القبيل، إذ إنّ إيصال الخبر إلى الإمام ليس فيه إذكاء خطرٍ ضدّ الكيان الحاكم بل
على العكس فيه إيقاف خطرٍ يتهدّده ولا يُعلم عواقبه.
مسلمٌ إذن، فعل ما نالته يد قدرته في
إيصال الخبر إلى الإمام.
وأمر آخر يُنبئ عن شدّة إيمان مسلم وقوّة يقينه:
روي أنّه طلب من جلاّديه أن يمهلوه كي يصلّي ركعتين قبل أن ينفّذوا جريمتهم
العظمى فيه، فصلّى ثم دعا الله سبحانه أن يوصل الخبر إلى سيّد الشهداء بما جرى.
الواضح: إنّ كلّ ما صنعه مسلم في هذا الغرض قد آتى نتائجه وحصل ما كان
يرجوه.
أمّا ابن سعد وابن الأشعث فقد بعثا ــ كلٌّ على انفراد ــ من يُبلّغ الإمام
رسالة مسلم بما آلت إليه الأحداث.
فعن تاريخ الإسلام للذهبي: أرسل ابن سعد رجلاً على ناقة إلى الحسين يُخبره
بقتل مسلم بن عقيل[179].