نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد جلد : 1 صفحه : 130
عليها وحينما أراد يزيد تنفيذ نظام
حكم صارم دموي في الكوفة لم يعهد بالأمر إلى النعمان بل عهد بالكوفة إلى عبيد الله
بن زياد ــ لع ــ لكونه الشخص المناسب في المكان المناسب للمرحلة الفعلية التي
تعيشها الكوفة وذلك بنظر يزيد ــ لع ــ.
وهذا الأسلوب في تعيين المسؤولين وتغييرهم، نراه كثيراً ونلاحظه من مسؤولي
الدول، أو المؤسسات، فالأسلوب واحد.
إلاّ أنّ خطأ معاوية ــ وهو خطأ كثيراً ما يقترفه الطغاة ويحصل عنه نفس النتائج،
أنّه عهد إلى النعمان بعد فعل الأفاعيل بالكوفة وأهلها بحيث هدم كلّ الجسور فيما
بينه وبينهم وأصبح لكثير من الناس ثارات شخصية وعقائدية مع الكيان الحاكم.
فهيّأ تعيين النعمان متنفّساً للناس في الكوفة، فكثرت التجمّعات والتكتّلات
واللقاءات الثورية، وبدأت الناس تتحدّث وتعلن وتحرّض وتتّفق وتراسل الإمام سيّد
الشهداء وتعاهده على النصرة وتحثّه على القدوم.
وساعد على هذا جدّاً، انشغال الدولة بمرض معاوية وهلاكه ومجيء يزيد للحكم،
ولا خصائص فيه تمكّنه من الإمساك بزمام الحكم والسيطرة على دفّته كما هو الحال في
أبيه، ولذلك قامت عليه ثلاث ثورات في سنين ثلاث وكلّها ضخمة، وفي أعظم مراكز
العالم الإسلامي: الإمام الحسين في كربلاء ــ القريبة من الحاضرة العظيمة: الكوفة
ــ وثورة أهل المدينة، وثورة ابن الزبير في مكّة.
كانت الكوفة تعيش عصر غفلةٍ من طرف الكيان الحاكم في الجملة فاستيقظت على
مسلم بين ظهرانيها، فأقبلت عليه كتهافت الفراش، وبذلك وصفهم
نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد جلد : 1 صفحه : 130