responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 129

وآله وسلم، وابن علي وفاطمة عليهما السلام وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن وصفه رسول الله بأنّه سيّد شباب أهل الجنّة وأنّه إمام إن قام وإن قعد[144] من مقام حكم العالم الإسلامي.

ثمّ يأتي بالجاهل الفاجر الكافر الذي لا يعرف من الدنيا غير اللهو والفجور فيرفعه على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويسلّمه زمام حكم العالم الإسلامي ويسلّمه دولة لا تحدّ ــ شرقاً وغرباً ــ وآل بيت النبي، والصحابة، والتابعون، والعلماء، والزهّاد، وغيرهم، من أولي المجد والشرف، ملأ بصره فما رعى لأحدٍ حرمة، ولا خاف عذاب القبر، ولا سوء الحساب، ولا السعير، ففرَضَهُ على المسلمين أجمعين وما صنع مثل هذا أحدٌ قبله، بل ما فكّر أحد فيه.

أقول: إنّ معاوية، بعدما نكّل بالأمّة، وهضم حقوقها، واستأسد عليها، وصنع بالكوفة بالخصوص أعظم ممّا صنع بالعالم الإسلامي كلّه، بواسطة زياد بن أبيه والمغيرة بن شعبة فإنّه حاول إظهار شيء من التخفيف ــ نسبة عن السابق ــ والتقليل من نسبة الضغط والهضم للمجتمع الكوفي فعيّن لهم النعمان بن بشير الذي هو أموي النزعة والسياسة إلاّ أنّه معدّ لطورٍ ثانٍ من السياسة الأموية، وهذا الذي عرفناه، من ديدن الساسة في العالم، فإنّهم إذا أرادوا تغيير سياستهم من جهة ما، فإنّهم يعهدون بتلك الجهة، إلى شخصٍ آخر من أنصارهم، تتناسب توجّهاته وحركته مع الخطّة التي يريدون اتّخاذها وتنفيذها في تلك الجهة.

وهذا هو الذي صنعه معاوية مع الكوفة حينما عيّن النعمان بن بشير والياً


[144] حياة الإمام الحسين عليه السلام للشيخ القرشي: ج1، ص91، ح12؛ وذكر وروده في الإتحاف بحبّ الأشراف: ص129.

نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست