لعل أول
محور من المحاور الموضوعية التي دارت عليها (طفيات) صالح الكواز الحلي وكان عنصراً
بارزا فيها هو الحسين عليه السلام ومصرعه على أرض الطف، وما مثله من قيم دينية
وخلقية مقدسة، وما أضفى عليه من وصف لشجاعته وكرمه وظمئه في ذلك اليوم العصيب، وفي
الغالب جاء هذا المحور متداخلاً مع محور موضوعي آخر مرتبطٍ معه وهو أصحاب الحسين (عليهم
السلام) ووصف مصرعهم وشجاعتهم ودفاعهم عن الحسين عليه السلام وعن حرم آل الرسول،
لذلك سنتناول هذين الموضوعين معاً آخذين بنظر الاعتبار خصوصية الموضوع الواحد.
وتطالعنا
أول تلك القصائد، وقد ابتدأها الشاعر باسم الحسين عليه السلام فنراه يقول[274]:
باســـم الحسين دعا نعاءِ نعاءِِ
***
***
فنعى الحياة لسائر الأحيــاءِ
وقضى الهلاك على النفوس وإنما
***
***
بقيت ليبقى الحزن في الأحشاء
يوم به الأحزان مازجت الحشـى
***
***
مثل امتزاج المـاء بالصهباء