التي
بواسطتها تستطيع صورة معينة أو إحساس واحد أن يهيمن على عدة صور أو أحاسيس في
القصيدة فيحقق الوحدة فيما بينها بطريقة أشبه بالصهر"[272].
وعلى هذا
الأساس نقول: إنَّ ما يرى من تعدد في الموضوعات في دراستنا للقصائد (الطفيات) هو
أمر اقتضاه طابع البحث ومنهجيته ليس إلا، هذا من جهة، من جهة أخرى ننبه إلى أنَّ
تعدد الموضوعات في القصيدة العربية بشكل عام لم يكن اعتباطياً بل تجلَّت فيه سمة
القصدية، وسار الشعراء ويسيرون على نظام معين، ونسق موروث سنة القدماء منذ عهد
متقدم في الجاهلية مع تفاوتهم في مقدار التبعية والالتزام، وحين نقول: نظام معين،
نعني أنه لم يكن عشوائياً وإنما كان منظماً ومرتباً ومراعياً في ذلك المستمع أو
المتلقي[273].