responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفيات نویسنده : المصلاوي، علي كاظم    جلد : 1  صفحه : 110

لقد جعل الشاعر من هذه الأبيات الثلاثة مدخلاً أو مقدمة لموضوعه، فالحسين المنعى، والحسين الحزن الباقي في الأحشاء والحسين الحياة لسائر ألأحياء، والحسين الحزن الممزوج بالحشى كما تمتزج الماء بالصهباء، وهذا التشبيه مكرر استعمله الشاعر لإثبات حالة المقارنة، ثم يبدأ موضوعه الرئيس بقوله:

لم أنس إذ ترك المدينة وارداً ***   *** لا ماء مديــن بل نجيع دماءِ

قد كان موسى والمنية إذ دنت ***   *** جاءتــه ماشية على استحياء

وله تجلى الله جلَّ جلالـــه ***   *** من طور وادي الطف لا سيناء

فهناك خرَّ وكل عضو قد غدا ***   *** منه الكليــم مكلـم الأحشاء

إنَّ هذه البداية الموضوعية تشير إلى مسألة مهمة وهي أن بداية واقعة الطف ليست في يوم العاشر من عاشوراء، وإنما كانت منذ خروج الحسين عليه السلام من مدينة جده (المدينة المنورة) بعدما شعر بخطر الأعداء وتربصهم به، وهنا يستغل الشاعر الموروث الديني والقصص القرآني، فيربط بين خروج موسى عليه السلام من مصر خائفاً مترقباً إلى (مدين) حيث ماؤها العذب والتقاؤه ببنتي شعيب عليه السلام إذ جاءته إحداهما تمشي على استحياء إذ طلبت منه السقاء لأغنامهم[275]، ولكن هذا المشهد الجميل بتفاصيله التي أوحى بها الشاعر مستغلاً معرفة المتلقي (السامع) بتفاصيلها لم يكن كذلك فيما وقع للحسين عليه السلام، فماء مدين الذي جاءه موسى عليه السلام قابله نجيع الدماء بكربلاء، وما بنت شعيب عليه السلام التي جاءت لموسى عليه السلام على استحياء إلا المنية المحتومة والمصير المقدر الذي لاقاه أبو الشهداء، وحيث تجلى الله جل جلاله لموسى في طور سيناء تجلى للحسين في طور وادي الطف، فهناك وقع الحسين عليه السلام ولم يكن فيه عضو لم تصله سيوف الأعداء ورماحهم وسهامهم الغادرة، ولم يكن من موسى الكليم إلا أن يتألم


[275] تنظر قصة ذلك في سورة القصص: 25.

نام کتاب : الطفيات نویسنده : المصلاوي، علي كاظم    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست