المبحث الثالث: مكونات عبادة الأصنام في
الجزيرة العربية
على الرغم
من نشأة كثير من المعتقدات في الجزيرة العربية وتعدد العبادات إلا أن عبادة الأصنام
هي الغالبة في المجتمع، بل وأكثرها انتشاراً على الرغم من وجود بعض الديانات
السماوية كالحنفية واليهودية والمسيحية والصابئة؛ وإن كان البعض يرى أن الصابئة والحنفية
كانتا في عهد واحد، وإنه، أي دين الصابئة، إن لم يكن سماويّا كاليهودية والمسيحية
والإسلام فهو على مستوى الديانات السماوية[126].
من هنا:
رأينا أن ندرس
ــ ولو إجمالاً ــ أثر هذه الديانات السماوية في المجتمع العربي ولاسيما المكي، ثم
نعرج أيضا على غيرها من العبادات التي نالت حيزاً لا يستهان به من عقلية الإنسان العربي
قبل الإسلام، لنصل في النهاية إلى مكونات عبادة الأصنام ونفوذها الكبير في المجتمع
العربي.
والتي اتضح
أنها ترتكز على خليط من انحرافات فكرية أوجدتها بعض الشخصيات التي فهمت هذه
الديانات فهما خاصا بها، وعملت على إثبات هذا الفهم في أذهان الناس لتتوالى هذه
الإفرازات الذهنية، متخذة سبيل الانحراف عن التوحيد السبيل الوحيد الذي تتعبد به
ذواتها وأفكارها الخاصة.