responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكسير الأصنام نویسنده : الحسني، نبيل قدوري حسن    جلد : 1  صفحه : 55

ولعل هذا المبدأ كان هو المحور في تبلور العقيدة بالشياطين والجن لدى المسيحيين الذين وجدوا أن السيد المسيح عليه السلام هو البطل الوحيد الذي يستطيع أن ينتصر على هذه الشرور؛ فالجنون ما هو إلا نتيجة لتحكم هذه القوى الشريرة بالإنسان فهي التي مسته بشرها فسلبته عقله، ليكون تبعاً لها لا يدرك ما يقول، ولعل قوله وصرعاته واختلاجاته إنما هي رسائل لتلك الأصوات والتناغمات الصوتية التي يسمعها من الجن فيرددها دون وعي منه.

ولو تتبع الباحث أو القارئ ما قيل في أدبيات المعتقدات المسيحية لاتضح لديه نشأة الاعتقاد بأن الجنون هو عبارة عن الجن (الساكنين في رؤوس الممسوسين، كممسوس كفرنا حوم، وممسوس الجراسيين، وابنة المرأة الكنعانية، والصبي المصروع، والممسوس الأخرس، ومريم المجدلية)[75].

إذن:

تتبلور الفكرة لدى الإنسان العربي في الاعتقاد بوجود الشياطين والجن ومقدرتها على إيذائه به من واقع ملموس، وآخر موروث، وثالث منقول ووافد إليه من أمم وشعوب أخرى لتجتمع هذه المعطيات الفكرية لديه فتكون عنده عقيدة راسخة في هذه المخلوقات التي يبدو أنه احتار كيف يتعامل معها، كما سيمر بيانه لاحقا.

باء: كيف يتعامل الإنسان العربي قبل الإسلام عقائديا مع الجن والشياطين

يمكن لنا تحديد محاور العقيدة بالجن والشياطين لدى العرب قبل الإسلام من خلال الآتي:


[75] الأساطير والمعتقدات العربية قبل الإسلام لميخائيل مسعود: ص81 ــ 82.

نام کتاب : تكسير الأصنام نویسنده : الحسني، نبيل قدوري حسن    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست