فضربه ليدله عليه فلم يفعل وجحده فلما أراد الانصراف عنه قال له بعض أصحابه
إني لأجد ريح مسك ونظر إلى طرف ثوبه من ديباج في الماء فجذبه فإذا هو يزدجرد فسأله
أن لا يقتله ولا يدل عليه وجعل له خاتمه ومنطقته وسواره فقال له أعطني أربعة دراهم
وأخلي عنك فلم يكن معه وقال إن خاتمي لا يحصي ثمنه فخذه فأبى عليه فقال له يزدجرد
قد كنت أخبر أني سأحتاج إلى أربعة دراهم واضطر إلى أن يكون أكلي أكل الهر فقد رأيت
ذلك ثم نزع أحد قرطيه فأعطاه الطحان ليستر عليه وأرادوا قتله فقال ويحكم إنا نجد
في كتبنا أنه من قتل الملوك عاقبه الله بالحريق في الدنيا فلا تقتلوني واحملوني
إلى الدهقان أو إلى العرب فإنهم يستبقون مثلي. فأخذوا ما عليه من الحلي وخنقوه
بوتر القوس وألقوه في الماء فجري به الماء حتى انتهي إلى فوهة الرزيق فتعلق بعود
فأخذه أسقف مرو وجعله في تابوت ودفنه. وقيل: بل سار يزدجرد من كرمان قبل ورود
العرب إليها نحو مرو على الطبسين وقهستان في أربعة آلاف فلما قارب مرو لقيه قائدان
يقال لأحدهما براز وللآخر سنجان وكانا متباغضين، فسعي براز بسنجان حتى هم يزدجرد
بقتله وأفشي ذلك إلى امرأة من نسائه ففشا الحديث فجمع سنجان أصحابه وقصد قصر
يزدجرد فهرب براز وخاف يزدجرد فهرب أيضاً إلى رحى على فرسخين من مرو فدخل بيت نقار
الرحى فأطعمه الطحان فطلب منه شيئاً فأعطاه منطقته فقال إنما يكفيني أربعة دراهم
فلم يكن معه ثم نام يزدجرد فقتله الطحان بفأس كان معه وأخذ ما عليه وألقي جيفته في
الماء وشق بطنه وثقله. وسمع بقتله مطران كان بمرو فجمع النصارى وقال قتل ابن
شهريار وإنما شهريار