وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} [467]،
وقيل: لكثرة صدقها وعظم منزلتها فيما تصدق به من أمرها وعلى كل حال فإن فاطمة
الزهراء (س) كانت الصديقة الطيبة التي صدقت بالله ورسوله وبما جاء به من عند الله
تعالى وكانت المؤمنة بكل عقائدها الربانية والتي كانت تعمل على ضوء تلك العقائد
والمعتقدات, ولقد جاءت الروايات الكثيرة لكي تؤكد على هذه الحقيقة الواضحة للزهراء (س)
فلقد ورد عن النبي’ في حديث طويل: يا علي، إني قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء
وأمرتها أن تلقيها إليك، فأنفذها، فهي الصادقة الصدوقة، ثم ضمها إليه وقبل رأسها،
وقال: فداك أبوك يا فاطمة [468].
وعن مفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله علیه السلام : من غسل فاطمة (س) ؟ قال: ذاك أمير
المؤمنين علیه السلام ، فكأنما استضقت (استفظعت)
ذلك من قوله، فقال لي: كأنك ضقت مما أخبرتك به، فقلت: قد كان ذلك جعلت فداك، فقال:
لا تضيقن فإنها صديقة لم يكن يغسلها إلا صديق، أما علمت أن مريم لم يغسلها إلا عيسى؟[469].
وكذلك قول رسول الله’ إنه
قال لعلي علیه السلام : أوتيت ثلاثاً لم يؤتيهن
أحد ولا أنا أوتيت, صهراً مثلي ولم أوت أنا مثلك، وأوتيت زوجة صديقة مثل ابنتي ولم
أوت مثلها زوجة، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما، ولكنكم مني
[470].