هذا الاسم معروف على لسان أهل البيت عليهم السلام وقد سماها به الله تبارك
وتعالى إجلالاً وإكراماً لمقامها السامي ولما وصلت إليه من التصديق بكل ما آتاه
الله ورسوله’. والصديقة صيغة مبالغة في
الصدق والتصديق أي أنها سلام الله عليها كثيرة الصدق، ولقد ورد في كتب اللغة معنى
التصديق والصدق حيث قيل: إن الصديق أبلغ من الصدوق، وقيل: إنه الكامل في الصدق
الذي يصدق قوله بالعمل، البار، الدائم التصديق، وقيل: إنه من لم يكذب قط، وقيل: من
صدق بقوله واعتقاده، وحقق صدقه بفعله [464].
وأياً كان منها معنى الصّديق فإن فاطمة الزهراء (س) تنطبق عليها جميع الأقوال
فهي سلام الله عليها كانت المداومة على التصديق بما يوجبه الحق جل وعلا حيث كانت
المصدقة بكل ما أمر الله به وبأنبيائه ولا يدخلها في أي شيء من ذلك أي شك كان
وكانت المصداق الأفضل مع أوليائه المعصومين, لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ
آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} [465].
وقوله تعالى: {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ
قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} [466]،
حيث فسرت كلمة صديقة في هذا الآية المباركة بأنها تصدق بآيات ربها، ومنزلة والدها
وتصدقه فيما أخبرها به، بدلالة قوله تعالى: {وَصَدَّقَتْ
بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا