وأخرج الطبراني, والهيثمي عن عائشة قالت كنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فاطمة فقلت يا رسول الله إني أراك تفعل شيئاً ما كنت أراك تفعله من قبل, فقال لي: يا حميراء أنه لما كان ليلة أسري بي إلى السماء أدخلت الجنة فوقفت على شجرة من شجر الجنة لم أرَ في الجنة شجرة هي أحسن منها حسنا ولا أبيض منها ورقة ولا أطيب منها ثمرة, فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي فلما هبطت الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة, فإذا أنا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت ريح فاطمة, يا حميراء إن فاطمة ليست كنساء الآدميين ولا تعتل كما يعتلون [402].

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن سعد بن مالك قال: قال’: أتاني جبرائيل علیه السلام بسفرجلة من الجنة فأكلتها ليلة أسري بي فعلقت خديجة بفاطمة فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة [403].

من الأدلة على عصمة فاطمة (س)

هناك جملة من الآيات والروايات الدالة وبصراحة على عصمة فاطمة الزهراء (س) , ولا نريد أن نسهب في الموضوع هنا, فقد تفردت لذلك كثير من الكتب المختصة, (فقد وجدت في مكتبة واحدة ما يقارب 360 كتاباً تتحدث عن حياة وخصائص السيدة الزهراء (س) ) على الرغم من أنّ عصمتها واضحة من خلال الآيات والروايات إلى كل ملتفت ونقي السريرة, قد نذكر بعض الأدلة على عصمتها وعلى نحو الإجمال, فنقول:

[402] المعجم الكبير, الطبراني, ج 22 ص 401. مجمع الزوائد, الهيثمي, ج9 ص202.

[403] المستدرك, النيسابوري, ج 3 ص 156