قوله
تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [404], تشمل هذه الآية المباركة فيمن تشمل السيدة فاطمة الزهراء (س)
بل هي محورالآية وأساسها؛ لأنها نزلت في أهل بيت
النبوة, فإن المتأمل في كلمات الآية يتوصل إلى أن
المخاطبين بهذه الآية مطهرون معصومون من كل رجس، وفاطمة أحدهم. كما جاء عن ابن
عساكر في إسناده إلى عمرة بنت أفعى، قالت: سمعت أم سلمة تقول: نزلت هذه الآية في
بيتي: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. وفي البيت سبعة: جبريل
وميكائيل ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين، قالت: وأنا
على باب البيت، فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: إنّك على خير، إنك من
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وما قال: إنك من أهل البيت [405].
وغيرها من الروايات الكثيرة عند الفريقين والتي تعيّن شأن النزول بأهل البيت* المعصومين
دون غيرهم.
تقريب الاستدلال بالآية
أولاً: تصدير الآية بأقوى أدوات الحصر على
الإطلاق (إنما) مما يعني أن هذا الأمر خاص بجماعة معينة محددة لا يتعداهم إلى غيرهم.