responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموع الرسائل الفقهية نویسنده : صددى، على فاضل    جلد : 1  صفحه : 508

استطراف واستئناس:

قال أحد الأعلام (قدس سره):" ولكن أنت خبير بأنّه ليس فائدة التوبة عن الصغائر منحصرة بالخلاص عن عقابها، بل كلّ معصية توجب نقصاً في النفس، وموجبة لهبوطها عن الكمال والصعود إلى الدرجات العالية، وتوجِد نقطة سوداء في النفس، كما في بعض الأخبار الصادرة عن أهل بيت العصمة، فبعد أن وفّقه اللَّه للتوبة يبدّل اللَّه تلك النقطة السوداء بالبيضاء، وإلا تكبر وتحيط على تمام القلب، فلا يبالي بارتكاب أيِّ معصية كبيرة أو صغيرة، فطهارة القلب وتذكيته (كذا) عن دنس المعصية لا يمكن إلا بالتوبة والرجوع إلى اللَّه وإلى الطريق المستقيم. وهذا أثر للتوبة لا ربط له بمسألة العفو عن العقاب، ولا يحصل هذا الأثر إلا بالتوبة، ولعلّه إلى هذا يشير قوله (ص):" التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، أي لا يبقى بعد التوبة أيّ أثر لذنبه، لا أنّها ترفع العقاب فقط" [1].

وقال أحد الأعلام (قدس سره):" لا إشكال في وجوب التوبة عن المعاصي الكبيرة، وأمَّا الصغائر ففي وجوب التوبة عنها خلاف، وتحقيق الكلام في ذلك أن يقال: أمّا بالنسبة إلى المقصد الأصلي والغاية القصوى أعني الوصول إلى الغاية المطلوبة في خلقة الإنسان فلا إشكال في وجوب التوبة عنها؛ لكون المعصية الصغيرة كالكبيرة مانعةً عن الوصول إليها، ولذا انكشف على بعض الزاهدين من مقاربي عصرنا (رحمة اللّه عليه) حين خطر على قلبه الزكي عدم البأس في ارتكاب بعض الصغائر نادراً بحسب الاتفاق، فسمع من الهواء: يا فلان (و هو المرحوم الملأ عبّاس والد الشيخ الشهيد النوري رحمة اللّه عليهما باسمه واسم أبيه) أما تستحيي من ربك، ليس في معاصيه صغائر وكبائر، بل كلّها كبيرة مبعِّدة عن لقاء اللّه‌


[1] القواعد الفقهيّة للسيّد البجنوردي (قدس سره) 345: 7.

نام کتاب : مجموع الرسائل الفقهية نویسنده : صددى، على فاضل    جلد : 1  صفحه : 508
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست