وربما حقّ على حديث النعمة [1] أن يُوصف بهذا الوصف لما عليه نفسه من ذكريات حيَّة لألم الفقر الذي كان يعاني منه، واغتراره بالثروة الحادثة، وتصوره أنّها تمثّل كلّ وجوده. وهذا لا يعني أن لا توجد نفوس زكية أكبر من بريق الثروة حادثةً كانت أو غير حادثة بدرجات ودرجات، ولكن يبقى الغنى المفاجئ مظنة لإحداث حالة من الشُّحّ الشديد.

أما عن شرار الخلق فجاء أكثر من حديث يأمر بالدعاء بالاستغناء عنهم. من ذلك ما عن الإمام زين العابدين عليه السلام عندما قال بحضرته رجل: اللهم أغنني عن خلقك‌ [2]. فقال عليه السلام: «ليس هكذا، إنما النّاس بالنّاس‌[3]، ولكن قل: اللهم أغنني عن شرار خلقك‌» [4].

وعن الرسول صلي االه عليه وآله عمن هم شرار خلق الله المعنيين في مثل هذا المورد، قال: «الذين إذا أَعطوا منّوا، وإذامنعوا عابوا» [5] [6].

ثواب ومقام قضاء حاجة المؤمن:

عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «من طاف بالبيت أسبوعاً [7]

كتب الله‌

عزوجل‌

له ستة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة

[1] أي من كانت نعمته مستجدّة. «منه حفظه الله»

[2] جاء في الهامش في البحار: في بعض النسخ «من خلقك». «منه حفظه الله»

[3] أنت تقول: اللهم أغنني عن خلقك، الدعاء لا يكون هكذا. «منه حفظه الله»

[4] بحار الأنوار ج 75 ص 135 ط 2 المصححة، عن تحف العقول ص 278 ط 2. لأنّ الناس للناس، من يستطيع أن يستغني عن الناس كل الناس، وقد جعل الله عزوجل الناس أسباباً من أسباب رزقه ومن أسباب النهوض بمستوى الحياة؟! «منه حفظه الله»

[5] مستدرك الوسائل ج 5 ص 264. يمنعك، ويعيبك لسؤالك له. «منه حفظه الله»

[6] خطبة الجمعة (500) 28 جمادى الأول 1433 ه-- 20 أبريل 2012 م.

[7] سبعة أشواط. «منه حفظهالله»