responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإخوة الإيمانية في الكتاب و السنة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 72

ما ينبغي هو أن لا تسهُل عليك المسألة، وإبداءُ الحاجة إلى لئيم أو كريم، وأن تتصبَّر احتفاظاً بماء وجهك، وصوناً لكرامتك ما أمكن التصبر، وحسن. وإذا ألزمتك الحاجة السؤال فابحث عمّن لا يردُّك ما وَجَد، ولا يمنّ عليك، ويؤلمه أن تنال مؤمناً مهانة.

ونقرأ في هذا ما عن الإمام الحسين عليه السلام: «لا ترفع حاجتك إلّا إلى أحدثلاثة: إلى ذي دين، أو مروّة، أو حسب؛ فأمّا ذو الدّين فيصون دينه، وأما ذوالمروَّة فإنّه يستحيي لمروّته، وأمّا ذو الحسب فيعلم أنّك لم تكرم وجهك أن تبذلهله في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردّك بغير قضاء حاجتك‌» [1].

وعن الصادق عليه السلام: «تدخل يدك في فم التنين إلىالمِرْفَق خير لك من طلب الحوائج إلى من لم يكن له وكان‌» [2].

إن الدّين، والغنى بالإنسانية وأصولها الكريمة، والإحساسَ بقيمة الإنسان، والتمتعَ بشرف النفس كل ذلك يمنع من اتّصف بواحد منه من ردّ حاجة المبدي لحاجته ما وجد لقضائها سبيلًا، فإذا دعا ضبط الحاجة إلى عرضها على أحد فإنما تُعرض على من كان له من هذه الصفات. أمّا أشرار الخلق، ومن كان لئيماً من الناس فمن الظلم للنفس واسترخاص المرء بقيمته أن يعرض حاجته عليهم.

ومن كان غناه حادثاً، وليس له تاريخ في الخير يرى الحديث عن الصادق عليه السلام أن ينأى الإنسان عن القصد إليه في الحاجة لما في قصده هذا من هدر للكرامة، وتضييع بشع لماء الوجه، وسحق للوزن حتى أنّه ليكون إدخالُ اليد في فم الحيَّة العظيمة وهي التنّين إلى المرفق على الصعوبة البالغة في ذلك وما فيه من تعريض النفس لخطر الهلاك أهونَ منه.


[1] تحف العقول، الحراني، ص 247، ط 2.

[2] المصدر السابق: 365.

نام کتاب : الإخوة الإيمانية في الكتاب و السنة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست