نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 58
وعن زرارة: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ
عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ عزوجل: (فِطْرَتَ اللَّهِ
الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها)[1]. قالَ: «فَطَرَهُم عَلَى مَعْرِفَتِهِأنَّهُ رَبُّهُم، ولَولَا ذَلِكَ لَم يَعلَمُوا، إِذا سُئِلوا: مَن رَبُّهُم، ولامَن رازِقُهُم» [2].
وعن الإمام علي عليه السلام: «اللّهُمَّ خَلَقْتَ القُلُوبَعَلَى إِرَادَتِكَ، وفَطَرْتَ العُقُولَ عَلَى مْعرِفَتِكَ،فَتَمَلمَلَتِالأَفئِدَةُ مِنْ مَخَافَتِكَ، وصَرَخَتِ القُلُوبُ بِالوَلَهِ،وتَقاصَرَ وُسْعُ قَدَرِ العُقُولِ عَنِ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ» [3].
وعن الإمام الرضا عليه السلام: «بِصُنعِ اللّهِ يُستَدَلُّعَلَيهِ [4]،وبِالعُقولِ تُعتَقَدُمَعرِفَتُهُ، وبِالفِطرَةِ تَثبُتُ حُجَّتُهُ» [5].
فالعقول مشدودة شدًّا لا ينفكُّ
ومن خلقتها- وتبقى على ما خلقت- بمعرفة بارئها سبحانه، فكلّما حَضَرَ العقلُ حضرت
معه معرفته لله الذي أودعه معرفته [6].
ومهما جحد الجاحدون بالله فإنَّ
معرفتهم الفطريّة به، والتي أودعها في كيانهم وأصمّ عن ندائها الأكثر منهم سوءُ ما
كسب على نفسه، وما شوّهت التربيةُ المنحرفة من داخله ناطقةٌ عند الوقوع في الشدّة
التي لا يجدون مَخلَصًا منها من كلّ الأسباب، وفي كلّ الحِيَل حيث يثور عندئذ في
النفس الجاحدة قبل ذلك تطلُّعٌ صادق إلى القادر الذي لا تحكمه الأسباب، ولا يمتنع
عليه شيء [7]، وهو