responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 321

والآية تقابل بين فريقين لا يمكن أن يستويا في عدل الله وحكمته، وهما فريق الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وهؤلاء هم السُّعداء وأهل الجنّة، وفريق المفسدين في الأرض، وهؤلاء هم الأشقياء، وهم أهل النار، والكافر مفسدٌ لأنّ الكفر قاعدة فساد لا إصلاح‌ [1]، وأرضيَّةُ ضلال لا هدى، ومبعث سوء لا خير، ومنبع خيانة لا أمانة، ومصدر خراب لا إعمار، ورجس لا طهارة.

والمتسمّي باسم الإسلام العاصي لله، السّاعي في الأرض بما نهى عنه، الظّالمُ للعباد، المضِلّ عن طريق الله، المحاربُ لشريعته، المقلقُ للآمنين الأبرياء، المُسوّق للرَّذيلة في النّاس تُدخِله الآية الكريمة في فريق المفسدين في الأرض حين تقابل بينهم من جهة وبين الذين آمنوا وعملوا الصَّالحات من جهة أخرى لا بينهم وبين عموم المسلمين.

وبعد أن تكون المساواة، بين الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمفسدين في الأرض، ظلماً وأمراً مجافياً كلّ المجافاة للعدل، فهل تجوز على الله سبحانه، حتّى تنتهي حياةُ الفريقين في الأرض، وقبل القضاء في أمر الخلق، بلا مواجهة حساب ولا عتاب ولا مثوبة ولا عقاب؟! هذا لا يكون إلا عن ظلم من الله سبحانه، وحاشا الله الظلمُ، وهو أعدل العادلين، وأحكم الحاكمين؛ لا يمنعه من العدل خوف، ولا عجز، ولا جهل، ولا نقص، ولا حاجة، وهو الذي لم يرضَ من عباده، أو لعباده ظلما أو جوراً [2]، وشدّد في دينه المنزّل على العدل والإنصاف، مع كلّ عدوٍّ وصديق، وبعيد وقريب، إذ يقول في كتابه‌


[1]. المقابلة بين الذين آمنوا وعملوا الصالحات وبين المفسدين في الأرض، المقابلة ليست بين الكافرين والمسلمين، فليس كلّ مسلم من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، والمفسد يشمل الكافر وضرباً من المسلمين. «منه حفظه الله»

[2]. الله عزوجل يطالبنا في كتابه بالعدل بين بعضنا البعض ومع كلّ شي‌ء، مع حيوان وجماد، ثم يظلم؟!. «منه حفظهالله»

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست