responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 320

تنطوي عليه الضّمائر، وتخفِقُ به القلوب، وما عليه كلّ ذات؛ أيجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض، أم يجعل المتّقين كالفُجّار وهو على عظمته وجلاله وجماله وكماله؟ [1].

أيُساوي بين نفس تحرّكت من واقع فطرتها بما لهذه الفطرة من استعداد الكمال وبجدٍّ، واجتهادٍ، ومكابدةٍ، ومصابرةٍ، ومجاهدة حتى بلغت أتمّ ما يمكن أن تعلو له من درجة السموّ، والرفعة، والنقاء، والنورانية، والصّفاء، والكمال بنفس تحرّكت من النّقطة نفسها، منحدرة باختيارها، منساقة وراء الشهوات، والرغبات الحيوانية، واللذائذ الرخيصة لهذه الحياة حتّى خسرت نفسها وعاشت الظلمة ولّفها الضلال، وتملّكها الشّر بأن تخرج النفسانِ من الدّنيا لا لبعث ولا حساب ولا جزاء، بعد أن لم تُلاقِ كلّ منهما جزاء وفاقاً في هذه الحياة، وربما امتازت النّفس التي عصت ربَّها في الدنيا في ما تهيّأ لها من فرص الحياة وظهورها وسلطانها ومتاعها على النفس التي قضت أيامها على طريق الطاعة والعبادة لله مخلصة إليه؟! وهذا بَعْدَ أمر الله للناس بطاعته وعبادته، ونهيه لهم عن الشِّرك به ومعصيته، وبعد أن أمر ونهي وكلّف؟!

لا يكون هذا أبداً من الله وهو العدلُ الذي لا يظلم، ولا يردّه عن عدله أي شي‌ء.

وهذه المساواة على خلاف ما يقتضيه كمال النفس للسعادة، ونقصها للشقاء، وعلى خلاف ما يرضى به الوجدان الفطري حتى من غير العدل الحكيم المطلق فضلًا عنه سبحانه‌ [2].


[1]. حاشاه وتبارك وتعالى. «منهحفظه الله»

[2]. المساواة بين المحسن والمسي‌ء لا نرضاها بين بعضنا البعض، فكيف نرضاها لله تبارك وتعالى وهو الحكيم العادل الذي لا يرقى لعدله عدلَ، ولا يأتي على عدله حدّ؟! «منه حفظه الله»

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست