responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 319

وراءُ الإيمان والعمل الصالح: عقل مهتدٍ، ونفاذُ رؤيةٍ وبصيرةٍ، وروح متفتّحة وضيئة، منطلقة مشعَّة، ونفسٌ كريمة، مسلِّمة للحقّ، عشّاقة للخير، غنية بالحسن، ولا تنبع بالتّقوى إلا ذاتٌ واعيةٌ، وقويَّةٌ، وراشدةٌ، وقويمةٌ، ومتساميةٌ، متّجهةٌ للهِ تبارك وتعالى، آخذةٌ منه.

أمّا الإفساد في الأرض، فيأتي عن ضيق عقل، وعمى وضلال، وروح مترجّسة قد لفّها الظلام، وقلبٍ غلَّفه الرَّين، ونفس أصابتها خسّة بالغة، وشوَّهها قبح شديد.

ولا يأتي الفجور إلا من ذات ضعُفت، وسقطت، وسفهت، وخرج بها الانحراف عن الخطِّ واتجهت للانحدار.

وكما لا تكون الذّات معدناً للفجور والفساد والإفساد إلّا من رداءة وخراب، ولا تكون الذّات على غنىً من الإيمان والعمل الصالح والتقوى إلا لسموّ وصلاح، فكذلك لا تريد مقارفة القبيح الذَّاتَ إلا قبحاً، ولا يزيد العملُ الصالح والإيمان والتقوى صاحبَه إلا حسنا [1].

والذات القبيحة لا يصِحّ في العدل والعقل وموازين الحقّ أن تأخذ موقع الذّات الطّاهرة، وتتمتّع مُتعتها، وتشعر شعورها، وتكونَ لها سعادتها، كما يأبى كلّ ذلك أن تشقى الذّات الحسنة شقاءَ الذّات القبيحة، وأن تتعذّب عذابها، ولا أن تكون الذاتان سواءً على أيّ حال، وإنّ للذات الحسنة لأنساً، وللذات القبيحة لوحشة، وللأولى سعادة، وللثانية شقاء، ولكلٍّ منهما مآلٌ غير مآل، وجزاءٌ غير جزاء. هذا ما يقضي به الحقّ والعدل والعقل والوجدان والخارج.

أَوَ بَعْدَ هذا أيجعل اللهُ وهو الحق المطلق، والعدل الكامل الصِّدْق، وهو العالم بكلّ ما تأتي به نفس أو أتت، المحيط بما تكُنّ الصدور، الخبير بما


[1]. المنطلق حَسن والمردود حَسن للإيمان، المنطلق قبيح والمردود قبيح للفجور. للتقوى منطلق ومردود، وللفجور منطلق ومردود، وشتّان ما بينهما. «منه حفظه الله»

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست