responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 322

الكريم: (وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى‌ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى‌ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) [1]. وأصل العدل في الآية الكريمة، هي: تقوى العبد ربَّه، فمن اتَّقى الله، كان لا بدَّ أن يعدل، ومن لم يعدل فلا تقوى له.

ويقول كتاب الله، وهو أصدق الصادقين: (فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنا وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) [2].

وإذا أردت الرجوع إلى العقل في عدل الله، قال لك العقل: إنّ التخلّي عن العدل وهو حسن، والأخذَ بالظلم وهو قبيح، إنما يكون لحاجةٍ للظلم، ومعاناة من النقص، أو خوف الضرر، أو عجز في القدرة، ولا شي‌ء من ذلك بمُحتمل في حق الكامل المطلق، وجلاله الذي لا حدّ له، وجماله الذي لا نهاية ينتهي إليها، ومن لم يعرف الله بهذا فلا معرفة له بربّه.

وإنه لظن قبيح، وحكم سي‌ء غبيّ جائر أن يُظَنَّ بأن الله سبحانه يُساوي بالإهمال أو غيره بين من اجترحوا السيئات، واكتسبوا الآثام، وأصرّوا على المعاصي، وبين الذين آمنوا في الحياة والممات، فيكونَ أثر الكفر والإيمان، والمعصية والطّاعة واحداً في النّفوس في الدنيا، وحشة أو أنساً، ظلمةً أو نورا، سُخطاً أو رضى، شقاء أو سعادة، وواحداً في النفوس وما عليه حياة خارجها في الآخرة عذاباً أو نعيماً، أو أن تخرج من هذه الحياة الدنيا المشتركة التي لا مائز في فُرصها الخارجية عند مؤمن على كافر- وربما تمتع فيها كافر بما لم يحلم به مؤمن- لعدمٍ فيه يستويان، وذلك بعدما أمر الله سبحانه ونهى وكلّف، فأطاع مؤمن، وعصى كافر عنيد.

يقول تبارك وتعالى في كتابه المجيد، مستنكراً مستقبحاً مستهجناً مُخَطّئاً:


[1]. المائدة: 8.

[2]. الأعراف: 87.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست