responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 316

المطلب الثّالث: تقليل الانغماس في المادة

" كلُّنا نعيش على الأرض، وترتبط حياتنا الدنيا بها، ولا نستغني في هذه الحياة عنها لكن من النّاس من لا تتجاوز عقليته ونفسيته الأرضَ وشهواتها وحاجاتِها وهمومها، ولا يكاد يمتدّ منه فكر ولا شعور خارج سجن المادة، وإطار المحدود، وليس له نظر إلى ما وراء هذا العالم الذي لا يملك من داخله تفسيراً مقبولًا لوجوده ابتداء واستمراراً وانتظامه، ولا يقابل حقائق الغيب، ولا الحقيقة الكبرى الأولى التي تشعُّ بعالم الحس وكلّ عالم آخر، ولا يكون شي‌ء إلّا من إشعاعها وفيضها إلا بالتردُّد والتشكيك لعلّة انقطاعه إلى الأرض‌ [1] والخلود إليها في حالة السطح من وجودها دون العمق والمغزى، وما يلهمه وجودها ونظامها المحكم من معرفة الخالق، والإيمان بحياته وقدرته وعلمه وحكمته وغناه المطلق، وحاجة كلّ شي‌ء إليه‌ [2].

وإنسانٌ هذا حاله في الانكباب على الأرض، وعماه عما وراء عالم الحس لذلك الانكباب، هو ما أسمّيه هنا بالإنسان الأرضي، دون الإنسان الذي يعيش على الأرض، ويتعامل معها دون أن تخلق عنده حاجباً فكريّاً أو نفسيّاً عن رؤية الحقّ، الذي يقف وراء تفسير هذا العالم، ويعلّل وجوده ودقة صنعه والحياة فيه.

1. هذا الإنسان والناحية النفسية: هذا الإنسان الأرضي له مواصفات، حين نقرأ حالته النفسية يقول عنه الكتاب الكريم: (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ* وَ ما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) [3].


[1]. هذا الإنسان الخالد إلى الأرض يبتلي بهذا، تنقطع نظرته عن السماء، ينفصل عن الله تبارك وتعالى. «منه حفظهالله»

[2]. حين ننظر إلى عالم المادة نظرة عميقة توصلنا إلى الله عزوجل، وحين تتمجد نظرتنا إلى عالم المادة على الشهوات والنزوات فإن النظرة تقطعنا عن الله عزوجل. «منه حفظه الله»

[3]. المطففين: 11- 12.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست