responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 315

بينه وبين حاجته البعيدة، وأنثى يألفها ذكر، وذكر تألفه أنثى، وإنسان يأنس به إنسان، وما ماثل هذه الأمور، أو وقع في طريقها، ولولا شرَهٌ، وأثرة، وجنون مادي، ونهب وسلب وسرقات، وتبذّخٌ ضارّ، وترفٌ مهلك، وأطماعٌ لا حدّ لها، وحروبٌ طاحنة، وحرق ثروات بهذه الحروب، وإنفاقٌ حرام، وفسادٌ في الأرض يزيد من حدّة الأمراض، وانتشار الأوبئة، وسياسات طاغية، وأخلاق متفسِّخة، وعبث بالثروة، وتراخٍ عن الإنتاج لفاضت الخيرات عن الحاجات، وما احتاج الناس لأن يتركوا الآخرة للدنيا، ولا أن ينسوا أنفسهم لحساب المال.

ولن ينتقل أحدٌ من هذه الدنيا من مؤمن أو كافر، وبيده شي‌ء منها إلّا ما قدّمته نفس لغدها، من عمل صالح تلقاه محفوظاً مجزيّاً بخير جزاء عند الله، أو عمل سي‌ء تجده خِزياً وذُلًا وهواناً، وعذاباً أليماً مقيما، أو ساعة ذهبت من العمر فراغاً بلا جدوى تكون ندامةً وحسرةً غائرتين في النّفس موجعتين.

ولكن مريد الآخرة وافر الحظّ فيها، مُنعّم، رفيع المقام، مسرور محبور، مضاعف له جزاؤه، غامر له عطاؤه. وليس لمريد الدّنيا في الآخرة من نصيب مما يدرأ ويكفي، ويغني ويثري، وإنَّ مَن أعرض عن المعاد اليوم كانت له هناك لظى وما أدراك ما لظى نزّاعة للشوى.

(مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) [1]، وأخسّ من أراد الدنيا من أرادها بالدّين فحرّفه، وأفسده، وشكّك في قدره بما أساء له، وبعّد عنه، ونفّر منه، وعُيِّر به‌ [2] لخساسته وانحدار نفسيته، وهو تعيير من منشأ انتساب هذه النفسية والشخصية زوراً للإسلام" [3].


[1]. الشورى: 20. نصيبه قلّ أو كثر في مسافة زمنية هي عشرون سنة، مائة سنة، مائة وخمسون سنة، ثم شقاء بعد ذلك إلى الأبد. «منه حفظه الله»

[2]. الدين قد يُعيَّر بأصحابه حين يُسيئون استعمال الدين. «منه حفظه الله»

[3]. خطبة الجمعة (405) 15 جمادى الأولى 1431 ه-- 30 أبريل 2010 م.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست